مرآتي يا مرآتي

السلام عليكم يا احلى اعضاء
بينما انا اتصفح بعض المنتديات وجدت هذا الموضوع فاحببت ان انقله لكم

ارجوا ان يعجبكم


مرآتي يا مرآتي



واقفا امام مرآتي
إنتبهت أنني لا أستطيع رؤية كلماتي
ما هذا الضياء في عيناي
ما هذا البريق في مقلتاي
ماذا أرى...؟ أوجه حسن...؟ما أبهاني
أم أن العيون لا ترى البشاعة في كياني
أم أن الغرور إمتلاني
فلا اكاد أرى ما لا يروقني

مرآتي يا مرآتي
هل فعلا لاى توضحين لي منكراتي
هل فعلا تغشين في نظراتي
مرآتي يا مرآتي
أريد رؤية آهاتي و لوعاتي
أريد رؤية أفراحي و أقراحي
أريد رؤية إشراقتي و صباحي
أريد إسترجاع ذكرياتي

مرآتي يا مرآتي
كوني بوصلتي التي تهديني
لأجتاز هذا الأرخبيل المر الذي اعتراني
لأعبر هاته الصحراء التي تضمني
أخاف من السراب أن يدمرني
لأشفى من هاته الأمراض التي تمزقني
لم أعد أقدر على كل هاته الرمال التي تحرقني
لا أطيق للعطش الذي اعتراني
فأي الطريق تمجدني
و أي المسالك تضمني
أو أي الكثبان تسترني

مرآتي يا مرآتي
قاربي صغير،ضيق لا يطيق لأمواج
يكاد يتحطم من شدة لاعوجاج

مرآتي يا مرآتي
من يلم شتاتي يامرآتي
من يرى إلى أي أفق ذهبت أغنياتي
لم تبقى إلا أوهامي
لم يبقى شيء من أحلامي
ضللت جبهاتي
مددت شراعي
و ما من فكرة شهواء تأتي
إلا خلتها حبل نجاتي

مرآتي يا مرآتي
هل من طوق نجاة لأجتاز هاته الأمواج العالية
هل لي أن أنصرف عن هاته الأفكار المؤذية

- البحر... – البحر... – إنه البحر
البحر من أمامي
البحر من ورائي
البحر يحطم أحلامي
البحر يبعثر أشلائي
البحر يرمني إلى الأمام و الوراء

مرآتي يا مرآتي
سقط الشراع من الشراع
سقط المجذاف عن الجذاف
رأيت الذهر بلا حاجب و لا قناع
رأيت الدهر يدنوا من الذي يخاف
لا يدي تكفي لكي أجتاز
و لا الأيام تساعدني كي لا أعوز

مرآتي يا مرآتي
لا أحد ممن عرفت يرافقني
و لا الرياح من أي اتجاه توافيني
أتراها الآخرة
أتراها الأخيرة
أتراني أستطيع جمع شتاتي
كيف لي أن أقتفي آثار رؤيتي

مرآتي يا مرآتي
ما الذي سيحل بي إذا غرقت هذه المرة
هل سأصبح زبد بحر أو أنسى بالمرة
أريد أن أصبح موجة كبرى
لأترك في الزمان عبرة
أيتها الطيور المهاجرة
يا طيور الماء العابرة
يانفحة اليابسة و جالبة البشائر
هلي علي بنفحات الجزائر
و أتيني بالرياح من سيدي لخضر
و أطربيني بجمال مليانة و الخميس الحاضر
و أقرئ سلامي على أهل عين الدفلى الصابر

مرآتي يا مرآتي
هنا بيني و بين عذاياتي
الصحراء و البحر الآتي
و الكل يجتمع في آهاتي

القبر.....القبر..إنه القبر
فهل ضمته ىتأتيني الفجر
و هل يمحوا القبر ما أفسده الدهر
و هل يسقي ضمئي إذ بخل البحر

........القبر........
هل بابه للشمس مفتوحة
و هل أجد كل جروحي عني مطروحة
أتراه يسعدني أو أنه سيشقيني
أو تراه يعيد الكره فيحييني
ثم يطعمني و يسقيني
فأسمع سره وحدي
و لن يتركني أبدأ لوحدي
و يواصل بالحب وجدي
فيا بحرا السعادة هيا لا تنتظر كثيرا
خذني و عانقني
أعطني بعضا من مائك المسحور
قطرة فقطرة ثم سلسبيلا
لكي أواصل الغناء طويلا
أو أواصل الذهولا





بقلم الشاعر
نور الدين واليحين