حديقة الحزن

حديقة الحزن



قبلَ أن أعرفَ أن العالَمَ المبهور يكبُر
خطوتي كانت على الشباك تنمو
وبصدري كل أبوابِ المسافاتِ ..
بصدري شارعٌ للكونِ ،
يمتدُ إلى كونٍ تخطاهُ خيالي، في سنينٍ قبلَ أن أولدَ فيها، كنت
أمشي في دمِ لم يره الإنسانُ بعدُ، لم يَلدهُ الموتُ بعدُ. كنتُ
وحدي أتمشى فرحاً كالعطر. جراً كالمياهِ
لم أكن أعرفُ معنى أن يذوبَ العمرُ في شاي
المقاهي
لم أصدق حدثاً لم تَروِهِ يوماً شفاهي
كنتُ أمشي فوقَ أيامي سريعاً كالزمن
وبطيئاً كالفرح
شيدت أواقيَ البيضُ تواريخاً .. نَمَت في
صدريَ الأحلامُ،
عانقتُ لأجلي فرحاً آخرَ
داست قدمايَ الرملَ.. في الرمل رحمتُ
الوجهَ..
صار الوجوهُ صوتاً وجسد
اتحدنا
أي تاريخٍ هي اللحظةُ..
في صورتي المسافات اختفت
والمسافات انتهت
صارت النقطةُ صورتي
وبدأنا

**********